لا تقرأ هذه القصة - بقلم عبد الرحيم شراك

لا تقرأ هذه القصة - بقلم عبد الرحيم شراك

القصة الفائزة بمسابقة قصص على الهواء في مجلة العربي أبريل2017 

كنت في طريقي للجامعة ذلك اليوم حين التقيت زميلي أيمن قرب الحديقة، سلم علي بحماس ثم نظر إلي بابتسامته المعهودة قائلا: صديقي عمران، أنت تعلم أن اليوم هو آخر أجل للمشاركة في مسابقة القصص التي تنظمها الجامعة. لكنني لن أستطيع أن أوصل مشاركتي هذا اليوم فلدي موعد مع الطبيب، هل يمكنك أخذ قصتي معك للجنة المسابقة ؟ قلت له بفرح : بالتأكيد يا عزيزي، إنها أمانة عندي و سأوصلها معي!
لكنه عاد و قال لي : فقط لدي طلب بسيط منك يا عمران ، ألا تقرأ هذه القصة! قد يبدو طلبي غريبا لكنني أريد أن أفاجئك و أفاجأ الجميع فقد وضعت فكرة جديدة بها و أتمنى ألا أزعجك بطلبي هذا. أنا أثق بك وفي نفس الوقت أرغب بمفاجئتك. أتمنى ألا تغضب مني !
تفهمت طلبه بكل روح رياضية وطمأنته قائلا: أجل ، بالطبع يا أيمن. إنها أمانة عندي و لا تخف أبدا.ودعت صديقي الذي ذهب للطبيب بسبب مرضه، أما أنا فقد أكملت طريقي بهدوء. كانت كلماته لا تزال تتردد في داخلي  بقوة حين هزمني شيطاني و وسوست لي نفسي الأمارة بالسوء، فأقنعتني بضرورة الاطلاع على القصة بهدف الفوز في المسابقة !
مضت أيام على ذلك الحدث و حان وقت الإعلان عن نتائج المسابقة في كلية الأدب. يبدو أنني سأتذكر دوما مشهد أيمن المصدوم بعد سماعه لعنوان قصته الفائزة و لكن مع اسم كاتبها عمران . لم يقل شيئا ، فقط كانت علامات الذهول على وجهه المتألم. نظر إلي بحرقة مدركا حجم الخطأ الذي ارتكبه. واجهته بعينيّ البريئتين فهو يعلم جيدا أنه لا يملك دليلا واحدا على أنه صاحب القصة الأصلي...
أما أنا فقد استمتعت جدا بلحظات تكريمي و حصولي على الجائزة القيمة أمام كل الحاضرين.صفق لي الجميع بحب و حماس، و شكر أعضاء لجنة التحكيم قصتي بقوة، كما التقط مجموعة من المعجبين الصور معي. لكنني بهذا فقدت ثقة أيمن، و لا مفر من في ضحية أخرى من أجل المسابقة القادمة و حبذا أن يقول لي هو الآخر : لا تقرأ هذه القصة !

تعليقات

  1. دامت لك متعة الكتابة والسرد، لديك موهبة الكتابة صديقي عبد الرحيم، واصل في طريق النجاح والتألق. طارق، صاحب قطر في غياب القمر

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا صديقي العزيز على تشجيعك و رأيك الجميل

      حذف

إرسال تعليق