عرس ابن عرس (بقلم عبد الرحيم شراك)


عرس ابن عرس (بقلم عبد الرحيم شراك)

نشرت في المجلة العربية عدد فبراير 2022

أخيرا جاء اليوم الموعود: السابع و الثلاثين من شهر خيزران الأول حسب التقويم الغابوي. موعد العرس الاسطوري لابن عرس. إنه العرس الذي كانت تنتظره جميع حيوانات الغابة البنفسجية و بقية الغابات المجاورة. قيل أنه عرس ليس له مثيل و لن ترى الحيوانات و النباتات و البكتيريا مثله في كل المجرات، لأن ابن عرس من عائلة غنية جدا. بل من أغنى أغنياء الغابة. فأبوه هو صاحب أكبر محلات بيع البذور و حبات الموز هناك.

نظم الحفل على مساحة كبيرة في الغابة، صمت رهيب و ترقب كبير قبل العاصفة. كراسي الطراز الأول  من جلد الإنسان و ديكورات لا يمكن السماع عنها الا في قصص كليلة ودمنة أو الف ليلة و ليلة. أضواء في كل مكان استحال بها الليل نهارا مشرقا.

كل الطرق تؤدي إلى حفل ابن عرس... بدأت الحيوانات بالحضور تباعا. كانت الزرافة الأكثر أناقة بينهم، كما تألقت اللبوءة بفستان لا مثيل له. أما الذئاب فكانت مجتمعة في طاولة خاصة للأشخاص المهمين بعيدة ما أمكن عن أسرة السلاحف فبينهم عداوة كبيرة. بدت النعامة كبرتقالة عفنة و هي ترتدي لباسا فضفاضا بلون برتقالي.

 لم تكف الغزالة نونو عن الرقص على نغمات أغنية غلطانة لسعد المجرد رغبة في نسيانها لحبها لنمرور. كانت السناجب ترقص مع طيور النحام على أنغام الركادة بانسجام قل نظيره. ظل الأسد ينظر لرقص الجاموس طويلا رغم أنه أراد افتراسه أكثر من مرة. أما البومة فقد اكتفت بقراءة كتابها المفضل في طاولة منعزلة تماما.

عند العرسان يكرم الحيوان أو يهان هو شعار عائلة ابن عرس... بعد الرقص و الغناء حان وقت الأكل و الغريب في الأمر أن أسرة ابن عرس خصصت طباخين مهرة لطبخ الطعام لكل حيوان. أعجب الكثيرون بالأكلات التي قدمت و خاصة الفيلة الذين عشقوا أكل البسطيلة بأوراق الشجر، أما التماسيح فقد التهمت طاجين الضفادع التهاما سريعا. لوحظ أيضا أن أرنوبة قد ابتعدت ما أمكن عن طاولة الثعالب، بعد رؤيتها لابن عمها المشوي في صحنهم و لم تفرح الحمامة لولو أيضا فقد كانت تأكل الحبوب بسرعة خوفا من انقضاض النسر عليها في أي لحظة.

مرت ساعتان تقريبا فبدأ الترفيه بعد الأكل و الشرب. كانت البداية بلعبة رمي الموز على إنسان في قفص ثم اللعب بفاكهة الأفوكا و رميها في الهواء. نالت الألعاب إعجاب أسر الأغنياء كثيرا عكس أسر الفقراء.أما أنا فلم أحتمل كل ذلك البذخ و التبذير... و انسحبت بسرعة من الحفل لذلك لن أستطيع إكمال هذه القصة لكم.



تعليقات