أنا أستاذ فاشل - بقلم عبد الرحيم شراك

 

أنا أستاذ فاشل - بقلم عبد الرحيم شراك

قصة حزينة عبد الرحيم شراك


كان حزينا جدا، الاكتئاب يغمر الجزء الأكبر من ملامحه ينظر يمنة و يسرة. بوجه شاحب وجسم يرتجف كأنه مصاب بشلل رعاشي يقلب في الأوراق هنا و هناك. يرمي الأقلام تارة و يضرب على الحائط تارة أخرى. مصدوم من النتائج  الكارثية لتلامذته، فللعام الخامس على التوالي يخسر القسم بأكمله. إنه الأستاذ قرش مدرس في مدرسة الأسماك المختلطة. كانت المدرسة هي أشهر مدرسة في مجتمع الأسماك و أفضلها سمعة أيضا، فالمراهقون هناك تتم مراقبتهم جيدا فلا يستطيعون التدخين او استهلاك المخدرات مثلما هو الحال في مدارس أخرى. كما يوجد خيرة الأساتذة و أجودهم مقارنة بباقي المدارس العمومية او الخاصة هناك.

استخدم زعنفة ظهره في ضرب الحائط مجددا ثم تناول وجبته اللذيذة من سرطانات البحر، رغم أن شهيته مفقودة تماما. ولقلة انتباهه كادت أن تمسكه شبكة غادرة من أحد الصيادين حين خرج لحديقة المدرسة الغنية بالطحالب. لم يبتسم في وجه أحد، حتى صديقه سلمون لم يسلم عليه و لم ينتبه لبعض أسماك السردين التي كاد يصطدم بها في طريقه. قرر فورا بعد نهاية حصته الدراسية أن يذهب لطبيب الأسماك حتى يشخص حالته بشكل أدق، و يعطيه الدواء المناسب لحالته النفسية المضطربة.

دخل قسمه الجميل بعد تردد كبير، الحزن باد على ملامح كل التلاميذ. أخذ ينظر إليهم يمنة ويسرة ثم صرخ بأعلى صوته أمامهم "أنا أستاذ فاشل"، خرجت بعض الدموع من مقلتيه و أكمل قائلا في أسى: "لم أستطع أن أصل إلى هدفي أبدا، و لم أستطع أن أجعلكم تنجحون للمرة الخامسة على التوالي". لكن أحد تلامذته في القسم رفع زعنفته كي يعقب على كلام الأستاذ قائلا :"أستاذي العزيز نحن نحبك و نقدر مجهودك معنا فأنا حتى الساعات الإضافية و ساعات الدعم خارج عملك تقدمها لنا مجانا، لست السبب يا أستاذ." فرد عليها الأستاذ قروش: "وما السبب إذن؟ "أجاب التلاميذ أجمعين: "نحن أسماك يا أستاذ، و بما أن البرنامج التعليمي منقول من دولة البط المتقدمة وهدفه تعليمنا الطيران ، فلن ننجح لا اليوم و لا الغد و لا حتى بعد مليون سنة."

 

 

 

تعليقات

إرسال تعليق